التلوث الضوئي، عالم بلا نوم عميق
بقلم : معتز حكمت السعد
يعد التلوث الضوئي هو الاستخدام المفرط للضوء الصناعي، وهو أحد العوامل الناتجة عن التقدم الصناعي. ويوجد العديد من مصادر التلوث الضوئي كالاضاءة الخارجية والداخلية للمباني والاعلانات والمحلات التجارية والمكاتب والمصانع وأضواء الشوارع والاماكن الرياضية المضيئة. والحقيقة هي أن الكثير من الاضاءة الخارجية المستخدمة في الليل غيرفعالة وفي كثيرمن الحالات غير ضرورية تماما”ويتم اهدار هذا الضوء والكهرباء المستخدمة في إنتاجه من خلال إرتفاعه في السماء بدلًا من التركيز على الاشياء الفعلية والمناطق التي يريد الناس انارتها.
مصادرالتلوث الضوئي:
للتلوث الضوئي مصادر متعددة تتمثل في إضاءة المنازل والشوارع وغيرها. وهذه المصادريمكن تقسيمها
إلى ثالثة أنواع:
1)الضوء المتعدي: وهوأن يتعدى الضوء الغرض المقصود منه إلى إنارة مافي جواره كإضاءة الطريق التي تنيرالمباني و المنازل المجاورة.
2)الضوء الوهج: وهوذلك الضوء الذي يسبب صعوبة في الرؤية المباشرة بسبب وهجه المبهروالقوي.
3)الضوء الصاعد للسماء: وهو ذلك الضوء الذي يكون موجهاً إلى السماء بشكل مباشر ولا يمكن ملاحظة اثره الا بوجود سحب اوغبار وهو اخطر انواع التلوث الضوئي.
التأثيرات البيئية الناتجة عن التلوث الضوئي:
· يؤثر على الحياة الطبيعية والعمليات البيولوجية للعوالق البحرية zooplankton.
· يؤثر على مراحل النمو لبعض الحيوانات كالضفدع األمريكي.
· يؤثر على هجرة الطيور النها عندما تهاجرفي الليل تستخدم ضوء القمر والنجوم لتحديد الاتجاه اثناء رحلتهم فيمكن للضوء الصناعي أن يجعلهم ينحرفون عن مسارهم ويتجولون في المدن، وفي بعض الاحيان يطيرون في المباني ويموتون بالاضافة إلى ذلك يمكن للضوء الصناعي أن يعرقل دوراتهاويجعلها تهاجر مبكرا” أومتأخرا جدًا وأيضا يؤثر على اختيارمواقع التعشيش.
· يؤثرعلى الحياة البرية للحيوانات الليلية التي لها عيون حساسة للضوء مثل الراكون والقيوط والخفافيش والغزلان وبعض أنواع الطيور.
· يؤثر على الدورة الانجابية لبعض الحيوانات مثل الضفادع فهى توقف التزاوج في المناطق التي يوجد بها تلوث ضوئي، كما يؤثر على الاشارات الحيوية للحيوانات المستخدمة فى التزاوج وأيضا التحذيرمن الحيوانات المفترسة.
· يؤثر أيضا على قدرة النباتات على التكاثر، لان العث الليلي يلعب دو ًرا مهًما في التلقيح لبعض المحاصيل وأنواع النباتات، لذا فإن تضاؤل أعداد العثة له تأثيركبيرعلى نموالنباتات والانتاجية،خاصة النباتات المزهرة.
· التلوث الضوئي يزعزع توازن الحيوانات المفترسة والفريسة فالحيوانات الليلية تنام أثناء النهاروتقوم بمعظم صيدها في الليل. فيغيرالتلوث الضوئي دورتهم ويحول الظلام في الليل إلى ضوء النهار.
· يؤثر التلوث الضوئي على السلسلة الغذائية بأكملها والنظم الايكولوجية.
التأثيرات الصحية الناتجة عن التلوث الضوئي:
يؤثر التلوث الضوئي على (دورة النهار والليل )24 ساعة التي تتعامل معها أجسامنا، فدرجة الاضاءة تؤشر للجسم متى يجب أن ينام ومتى يصحو. فهذا النوع من التلوث يؤثر على الايقاع الطبيعي فيفقد قوته ألا انه يؤدي إلى تقليل تدفق الميلاتونين
هرمون الميلاتونين: وهو هرمون عصبي يتم إنتاجة في الغدة الصنوبرية بالمخ (pineal gland)
على مرحلتين خلال النهار يتحول الحمض الاميني التربتوفان إلي السيروتونين وهو موصل عصبي يتم تخزينه في الغدة الصنوبرية بالمخ ، وخلال الليل تقوم إنزيمات خاصة بتحويل السيروتونين إلي الميالتونين. يفرز الميالتونين من طرف شبكية العين بصورة إيقاعية خصوصا” خلال الظلام ويبلغ ذروة في منتصف الليل، مما يؤدي إلى تغيرات فيسيولوجية تساعد على النوم مثل إنخفاض درجة حرارة الجسم ومعدل التنفس، وتوجد مستقبلات الميالتونين على مستوى الغدة النخامية والمبيض والاوعية الدموية والجهاز الهضمي.
أهم تأثيرات الميلاتونين:
1)يؤثر على النوم والساعة البيولوجية للأنسان فيسمى بهرمون النوم .
2 )يؤثر على إنتاج وإفراز الهرمونات التناسيلية الستيرويدية بواسطة المبيض، فيصاحب سن اليأس عادة انخفاض شديد في إفراز الميالتونين فيصاحب هذه الفترة الشعور بالتعب والارق.
3 )يعوق تكوين ونمو الخلايا السرطانية ويبطئ من نمو بعض الاورام ويقوي المناعة.
4)يؤثر على تجديد الشباب والحيوية فمع التقدم بالسن يقل إفراز الميالتونين في الجسم وتبدأ أعراض الشيخوخة في الظهور
إلاجراءات الواجب اتخاذها لتقليل أو مكافحة الاثار الصحية والبيئية للتلوث الضوئي:
تقليل الضوء في المنزل في الليل وذلك باتباع هذه الخطوات البسيطة:
1 .استخدم الاضاءة فقط في الاوقات والاماكن التي تحتاج إليها.
2 .استخدام أجهزة المخفتات وأجهزة ضبط الوقت التي تعمل على تقليل مستويات الاضاءة وإنقاذ المزيد من الطاقة.
4 .استخدام غطاء لجميع الاضواء خارج المنزل.
5 .إيقاف الاضاءة الداخلية غيرالضرورية وخاصة في المباني الادارية الخالية من الاشخاص في الليل.
6.حافظ على سحب الستائر لابقاء الضوء بالداخل.
7 .استخدام تقنيات الحديثة يساعد في الحفاظ على الطاقة.
8. تقليل استخدام الهاتف النقال اثناء الاستلقاء للنوم حيث تكون الغرفة مظلمة والاضاءة الناتجة من الهاتف قوية ومضرة وتعمل على ابطاء الدخول الى النوم العميق.